(( ويبـقى الـحب ))

(( ويبـقى الحــب ))

هم الجميع بدخول قـاعة المحـاكمة .. واطفأت الأنـوار .. واتجهت الأنظار ..

الى وسـط القــاعــة .. حيث تكــون (( أنــــا )) ..

واشعلت بقعة نـور خافت .. تتصفح ملامحي .. ليتمكن من حظر .. بمعرفة (( المتهم )) !

تنهدت بعمق .. وجلست على المقعـد الخشبي .. بين قطبـان السجـن ..

وقيـود الجريمة مكبلة فوق اناملي .. لتزين اللون (( الأحمــر )) على اصبعي ..

مشيـرا .. الى انه (( الألم )) قـد حط رحـاله في جسدي ..

منتظرا .. احدا .. يتعاطف معي .. ويزيل تلك القيود !!

صحيح انـها مؤلمة .. ولكنني أحسست بأنه ذلـك (( الألم )) ..

قطرة من بحـــر آلام (( القلب )) الذي رفظ الخضوع للمستحيـل بـ الاستسلام !

طُرقت مطرقة القاضي .. وهم الجميع بـ التزام الصمــت ..

إلا أنهـا أنفاسي / وخفقات قلبي التي تزداد بشكـل هائل ..

كانت وحدهـا المسببة للفوضى .. أنذاك ..

رفَع شفتيه .. واطبقهـا من جديد .. تحدثَ بكلمات ماعدت أفهمها ..

لكنني فهمت من حديثه .. أنه يطلب مني معرفة الحقيقة .. لكي يتمكن من تطبيق الحكم !

احترتُ في أمري .. وما الذي سأحكي ؟! وأي حقيقة يتطلب مني اظهارهـا ..

ولأي ذنبٍ سجنتُ هنــا ؟! ومـا الحكـم الذي سيتم تطبيقه عـلى الـوجـدان !

بـعد سكوتٍ اللتزمته لمدة خمـس دقائق .. تحدثَ من جديد ..

لكن حديثه في هذه المرة .. كـان مختلفلا .. حقـا .. يختلف كليا عن حديثه السابق ..

قبـل الخمس دقائق المــاضية !!

لأنـه أجبرني .. على أن ارفعَ رأسي .. وأنهض .. لأقوم بدور (( المحامي )) الذي يقفُ في وجه الظلم !

تنهدتُ مرة أخرى .. ونهضتُ من على ذلـك المقعـد .. صمتُ قليلا .. وأجبرتُ (( الوجدان )) على النطق أخيرا ..

والدفاع الا متناهي .. عن تلــك المقيدة .. التي لم تكن سوى (( أنــــا )) !!

لتتساقط أمطـار (( البوح )) وسـط صحراء الحقيقة .. ولتزيل الرمال التي غطت حقيقة أدى اخفائهـا ..

وجودي (( هنـــا )) !!

انتهيتُ من حديثي .. وجلست حيث كنت .. أدعي الهدوء ..

لكن قلبي .. يطرق طبلا .. يعزف لحـن الخــوف .. من تكذيب حقيقة اعترف بهــا القلب ..

قبــل أن يعترف بهــا العقل والـوجـدان !!

كـان الاحمرار واضحا على كل لمحة من ملامح وجهي الحـائر ..

وكان الشعور بـ الحرارة .. يجري بين ضلوعي .. ويصبُ .. في نهـر دموع العين ..

على الرغـم من أن أبواب الشتــاء قـد فتحت .. ليتوغل نسيم الأمـان في كـل مكان ..

متناسيـا التوغـل .. في قلب وجــدان الخــائف من حكم القاضي !

رفعت رأسي مجددا .. على ابتسامة القاضي ..

وحل الاستغراب والاطراب في خلايا العقل / القلب / والجـوارح ..

ليدمدم بـ كلمات أكدت بـ أنهـا (( أنـــا )) من ارتكب الجريمة ..

لكنني لم أقتنع بحكمه .. وأخذت أحـاول أن يغير حكمه ..

لكنه رفض ذلك مطلقا .. فـ أخذت أبكي بصمـت ..

وأخبرته .. ان كــان (( حبــي )) جريمة أحاكم لـ سببهـا ..

فسأبقى مجرمة .. لحين أن تقوم الســاعة ..

ولــن أشعر بـ الندم .. لأنني اسيرة للقيود ..

بـل ستغمرني (( السـعادة )) .. أفلا يكفي .. أن أقيـد بقيودٍ تشهد له بـ الحب ..

وأوضع في سجـنٍ مظلم .. تنيره شمـس (( الحــب )) ..

وحينما أُسئل عن سبب تعذيبي .. سأجيبهم .. بأنه الحـــب ..

(( الحــب )) الذي لم أرغب بـ استمراره .. لكنه استمر رغـم البعد ..

الحب الذي اجبرت القلب على رفضه .. لكنه بقى .. وبقى .. وسيبقى ..

الحـب .. الصـادق .. بين قلبين .. وسط روحين ..

لا مع بشر يحمله لـ بشر ..

لذلك .. قبلت بحكمك .. وسأبقى سجينة للقطبـان .. وليتسمـر الحـب ..

صفحة من مذكراتي

تسلميييييييييييييييين

الله يسلمك

مشكووووووووووره على هالخاطره الحلووووووه